الجنس الموهوم مع الحور العين - وسام قبلان عن الحوار المتمدن
الآيات والأحاديث المتعلقة بالحور العين و الجنس معها في الجنة من المسائل التي يلم بها أغلب المسلمين وبالأخص المجاهدين منهم,حيث يسلمون بها دون محاولة التحقيق في مضامينها , سنحاول الغوص بالمسائل المتعلقة بالحور العين والجنس معها في الجنة المزعومة ,حيث لا يجرؤ المسلم على التفكير به.
الحور العين بالمفهوم الإسلامي هي كائنات أنثوية خارقة الجمال ليست بإنس ولا جن ولا ملائكة, خلقها الله لمتعة المؤمنين الجنسية في الجنة بعد مماتهم.
وبعيدا عن حقيقة وجودها من خرافيتها ,هي كائنات مصممة للجنس حيث يضاجعها المؤمن في الجنة حيث يشاء ومتى أراد , لا يمكنها رفض طلبه و تستجيب تلقائيا , هي مسيرة لا تملك خيارا ولا قرارا , و مثيلاتها اللاتي يقدرن بالعشرات, بمعنى أخر هي كالألعاب الجنسية على شكل امرأة خارقة الجمال, لذا سيتحول الجنس معها الى روتين ممل لا يتضمن الشغف بالحصول عليه كونه أمرا متيسرا جدا وبالوفرة والكمية الفائضة, حيث ان الإنسان بطبيعته يغريه كل نادر و مستصعب الامتلاك, لا تجذبه الأشياء السهلة للامتلاك و الوفيرة, لن تجد إنسان ينفعل فرحا بالحصول على قبضة من رمال الصحراء كمن يحصل على قبضة من تبر الذهب, أما لو كان صار حصول الإنسان على الذهب أمرا متيسرا و وفيرا سيصبح معتادا وستنعدم المشاعر التي اشتعلت في المرة الأولى عند الحصول عليه.
لا تملك الحور العين مشاعر عاطفية تجاه مضاجعها ولا تشعر بالإثارة منه ,و تتظاهر الشعور بالإثارة كما هو الحال بممارسة الجنس مع العاهرات, فمن المستحيل على المسلم حينها ان تنطلي عليه تلك المظاهر الخادعة, مما سينعكس عليه شعورا بعدم الرضا والسخافة, كحال الكثيرين ممن مارسوا الجنس مع عاهرات فأصيبوا بعقدة نفسية ,بعد سنوات من التخيلات الجامحة عن الجنس فكان الواقع صادما, لانعدام المشاعر والعواطف الإنسانية المتبادلة التي تلهب العلاقة الجنسية حين تكون بين عاشقين.
كثيرون هم الذين عشقوا جميلات لحد الجنون و عملوا المستحيل للزواج منهن ,فما لبث هذا العشق ان بدأ بالخبو شيئا فشيئا حتى زال وصارت الحياة الزوجية بينهم أسيرة للملل و الروتين المضجر, فكيف بحال الجنس مع كائنات ليست من سنخية البشر خالية من المشاعر والعواطف الإنسانية المتبادلة التي تلهب العلاقة الجنسية بين العاشقين.
لا يمكن الاستمتاع بالجنس والشعور بالسعادة نتيجته إلا بفعل العواطف الجياشة المتبادلة والانجذاب المتبادل فالجنس بمعنى ممارسة الحب هو علاقة جسدية وعاطفية في آن واحد لا يمكن أن يستعاض عنها بالجنس الميكانيكي الجاف الخالي من المشاعر المتبادلة كما هو الحال بالاستمناء والجنس مقابل المال و مع الجنس الموهوم بعد الموت مع الحور العين.
كما لا يوجد أي دليل حقيقي يحترم عقل الإنسان و المناهج العلمية لتصديق خرافة على الحور في الجنة الموعودة تلك التي لا دليل عليها أيضا سوى مجرد وعود منصوصة قيل أنها من الله في كتب غير قادرة على مواجهة مئات الشبهات فيها من تناقضات متعارضة مع المنطق والعلم و أخطاء نحوية و علمية وتاريخية و حسابية.
التشويق والترغيب بالجنس مع حور العين الذي نجده بالتراث الإسلامي لا يمكن أن ينطلي الا على مراهق مكبوت استولت عليه أحلام اليقظة و التخيلات عند الاستمناء أو رجل شبق جمد عقله أمام شبقه الجنسي.
هذا الجنس الموهوم مع كل السخافة المحيطة به هو من ابرز المطامع التي تجعل من شبان مراهقين مكبوتين لم يسنح العمر لهم بعد للتعرف على واقع الحياة والبحث الجاد حول الدين بعيدا الأفكار والعقائد الموروثة من الأهل والمجتمع, قنابل بشرية تتفجر وسط الأبرياء والأطفال,بفضل ما يمليه عليهم الشيوخ التكفيريين الذين بدورهم لا يجرؤ احدهم على مجرد التواجد على الخطوط الأمامية من أي قتال, و بعدما يفعل المستحيل لترغيب الشباب بتفجير أنفسهم تحت ضغط الآيات وأحاديث يعود إلى منزله الفسيح لينام بأحضان إحدى زوجاته.