تحليل صادر عن حركة الراية الحمراء في سوريّا لمشروع الجبهة الإسلامية ومستقبل البلاد ؟
تحليل صادر عن حركة الراية الحمراء في سوريّا لمشروع الجبهة الإسلامية ومستقبل البلاد ؟
مدخل :
طلَّ على الثورة السورية مؤخراً تحالف عسكري جديداً من الفصائل المدعومة خليجياً بمباركة أمريكية لتكون حلقة من حلقات التآمر على ثورة الشعب السوري لإفراغها من محتواها الوطني والتقدمي المعادي للاحتكارات الرأسمالية ووكلائها في منطقتنا .
إن هذه الجبهة تتطور تنظيميا وتتوسع بالمناطق المحررة لتصبح عبئاً على كاهل الثورة و الشعب السوري فمن جهة قدمت العديد من المناطق لقمة سائغة لأجهزة النظام وحلفائه تحت حجج واهية باطلة دون أي شعور بالمسؤولية تجاه الشعب الصامد متبعين سياسة الصفقات التي تتمثل بانسحابات مربوطة بسياسات و أهداف خارجية لإعادة التوازن بين الفصائل العسكرية للثورة والنظام فيما يسبق جنيف 2 في سبيل تقليص واسقاط الجيش الحر لأحكام السيطرة على المناطق المحررة وفرض شرعيتهم الزائفة لتكون بمثابة إذعان وسبب لتقسيم البلاد بين مناطق محررة تحت سلطة الرجعيين وغير محررة تحت حكم النظام لصالح أجندات خارجية لا تعترف بالوطن وحقوق الشعب السوري هدفها الحفاظ على سكون الحدود على هضبة الجولان المحتل و نهب ثروات البلاد و إنهاكها بحرب لن يستفيد منها سوى تجار الحروب المعروفين وذلك لضرب أي محاولة لبناء اقتصاد وطني صناعي موحد في المستقبل في المقابل التأسيس لاقتصادات غير مترابطة لا ولن تكون مستقلة تحكمها الفئات الكومبرادورية و التي تلتصق مصالحها ووجودها بتحقيق مطامح السياسات الدولية في تحويل البلاد مجدداُ لسوق مقسمة تتصارع عليها مختلف فروع الاحتكارات العالمية وقاعدة عسكرية للدول الاستعمارية للتآمر والهجوم على ثورات الشعوب العربية ذلك من خلال مشروع تقسيمي ينهب الشعب والبلاد ويفرغ جيوبه ويحولنا لساحة صراع مدمرة للانسان السوري والمجتمع .
في صلب الموضوع يمكن أن نقول إن أي مشروع اقتصادي اجتماعي تتقدم به الجبهة لن يكون في مصلحة وحدة و تطور المجتمع السوري هذا إن كان لديها مشروع بالأساس فقياداتها فضلت المصالح الفئوية على مصلحة البلاد مما يعزز احتمالات تقسيم البلاد على أساس قومي أو طائفي في ظل غياب رؤية واضحة لدى القوى على الأرض و في ظل تشتت القوى الوطنية و المدنية ، لقد فضلت القيادة لهذه الجبهة نهج الرجعيات العربية وأكثر مايؤكد كلامنا الدعم اللوجستي والعسكري من قبل هذه الرجعيات في محاولة مفضوحة لحصر الثورة و الالتفاف على أهدافها الوطنية في الحرية والعدالة الاجتماعية وضرب ثوابتها الوطنية واستبدالها بتقسمات طائفية وقومية و جلب التدخل العسكري تحت يافطات عدة مما يجعل من بلادنا قاعدة عسكرية للإمبرياليات العالمية للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة و تثبيط أي تغير قد يحدث في المستقبل يهدد المصالح الاوروبية و وجود الكيان الصهيوني على أرض فلسطين و أراض عربية أخرى.
إن الهدف الفعلي من المخططات الدولية هو الوصول لحل سياسي يبعث على الطمأنينة لدى طغاة المال من خلال كبح جماح الثورة التي تهدد مصالحهم و الحقيقة أن انتصار هذه الثورة سينعكس على شعوب باقي البلاد بانتفاضات ستسقط ورقة التوت وتقلص نفوذهم في المنطقة.
فالانتماء الطبقي لقيادات الجبهة إذا ما تناولنا الأمر بشكل موضوعي لن يبني مستقبل مشرق للشعب السوري فهؤلاء أصبحوا يمثلون الخندق المعادي للثورة والشعب السوري من صنع الرجعية والاستخبارات العالمية لذلك فإن أي بديل مطروح من قبلهم سيكون بمثابة طعنة في ظهر المجتمع السوري ترجعه للوراء سنوات وسنوات ، علاوة على أن بسط هذه الجبهة نفوذها في المناطق المحررة لن يسقط النظام ويهدد وجوده ولن يساعد شعبنا في نيل حقوقه بل سيعزز الطائفية ويحيي النزاعات بكل انواعها هذا إن أغفلنا محاصرة هؤلاء للوطنيين وتضييق الخناق عليهم و زيادة المصاعب الحياتية على المواطنين في تلك المناطق و الذي يشكل عبئاً على الثورة.
إن تبعية القيادات إلى جهات ومخططات خارجية سيؤدي بالنتيجة إلى انقسامات حالية ومستقبلية ستزيد الطين بلة وسيدفع الشعب ثمنا باهضاً .
إن سيطرة هذا الوليد على أكثر الجبهات سخونة لن يحرز تقدم باتجاه حسم القضية بل على العكس سيجر البلاد للتقسيم فلا تعويل على تقدمها فهي و كما تبين مجريات الاحداث اتبعت وستتبع نهج الاستيلاء على منطقة مقابل تسليم أخرى تاركة ورائها المدنيين تحت رحمة قوى الأمن و عصابات الإجرام الأسدية والغرباء استجابة لمصالح غربية وخليجية ، فطموح الجبهة وكل من فيها طموح سلطوي سيقلص الحريات وينهب ثروات البلاد تحت حجة اسقاط النظام .
ممّا تقدم فإننا نرى -ومن مسؤولية وطنية و غيرةً على شعبنا و تضحياته الجسام على مدار ثلاث سنوات- إن القبول بالطرح المقترح أو المفروض لن يصب في مصلحة تحقيق الأهداف التي استشهد من أجلها عشرات الآلاف من الشهداء وزج ضعف العدد في السجون والمعتقلات من أبناء البلاد ، فالشعب قال كلمته منذ 15 آذار يطالب بحقوقه في دولة وطنية ديمقراطية تطلق الحريات وتكافح الفساد وتضع حد لغلاء الأسعار من خلال إيجاد تناسب بينهما ومعالجة القضايا التي يعاني منها مجتمعنا وبناء اقتصاد وطني صناعي مستقل يلبي حاجات المجتمع بعيداً عن نهج التبعية الذي مثلته الطبقة الحاكمة التي ستصبح من الماضي وتُحاسب على كل قطرة دم أهدرتها ونهب قوت العمال والفلاحين وكل الفقراء والمضطهدين وتهجير مئات الآلاف من السوريين خارج البلاد قبل وأثناء الثورة.
إننا و إذ نطرح رأيا بعيدا عن الخبرات التي درسنا إياها التاريخ والتجارب التي خاضتها الشعوب وبعيداً عن محاربة الوليد للشيوعية و قياساً على فرادة الحالة السورية التي نعيشها ومكوناتها نكرر بشكل مختصر إن هذه الجبهة وكل على شاكلتها فصل من فصول التآمر العالمي على الثورة على الجماهير الشعبية التي حملت لواء الثورة وقاتلت وما زالت في سبيل انتصارها وتحقيق اهدافها الكبرى .
باسمنا وباسم جميع الشيوعيين الملتحمين بالثورة نقترح بديلاً وطنيا يحافظ على وحدة الشعب السوري والبلاد يؤمن مستقبل مشرق لفئات شعبنا المضطهدة صاحبة الحق في الثورة متمثلاً في الدولة الوطنية الديمقراطية المستقلة و التي تقوم على أساس التوازي في الحقوق و الواجبات يكون فيها الكل سواسية أمام القانون ، هذا البديل يحتاج للتعاون والتنسيق بعيداً عن كل الخلافات أياً كان طابعها في تحالف وطني ديمقراطي من الجميع يتناول إدارة العمل سلمياً أو مسلحا لتوجيه كل الجهود في التقدم الفعلي لإسقاط النظام وإحباط المشاريع التقسيمية وتحقيق أهداف ثورة الشعب السوري ونيله حقوقه المشروعة في مواجهة التحالف الرجعي ومشروعه المدعوم سياسياً وعسكرياً ولوجستياً من قبل الطغم المالية في عواصم أوروبا وأذنابهم المعادين علانية لتطلعات الشعوب الحرة.
إن ممارساتنا على أرض الواقع تبرهن على نقاوة اهدافنا فلم نكن اصحاب مكاسب خاصة ولم نسعى لتقوية النظام واثارة الخلافات بل اصحاب قضية عادلة منصفة ترجع الحقوق لاصحابها وتلبي طموحات شعبنا وفئاته الشابة ..فلا تلتفوا خلف قوى الرجعية التي لها أهداف لا تقل من التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب .
إننا ندعو كل الوطنيين والقوى والفصائل العسكرية الوطنية وفصائل الجيش الحر التي تحمل هم البلاد ويهزها آلم الشعب السوري إلى تشكيل إطار وطني عريض جامع لمواجهة المؤامرات الدولية لاستعادة البلاد والثورة من أيادي الكومبرادور العميل خاصة قبل جنيف 2 لممارسة الضغط بكافة أشكاله تجاه أي حل سياسي يلتف على حقوقنا وهذا لن يحدث بطلب المساعدات والدعم من الادارة الامريكية والامبرياليات بل بالرهان الوحيد على قدرة الشعب على حسم الصراع لصالح حقوقه و مصالحه والذي و إن ضحى بالكثير فإنه لم يستنفذ قواه بعد لذلك نكافح وسنحرق الارض لهباً لجعلها تصب كلها في بوتقة واحدة في سبيل اسقاط النظام أينما وجد بدلاً من إقحام أنفسنا بخلافات لا تغني ولا تسمن من جوع وفض النزاعات الثانوية التي تنهك الشعب و تفيد وتطول امد السلطة الجبانة العميلة .
أخيراً لا للالتفاف على الثورة ..جذوة الثورة مستمرة في الشوارع والجبهات فلا صوت يعلو فوق صوت الشعب الثائر ولا ارادة فوق ارادته ولتسقط جميع مخططات الغرب ووكلائه المنبطحين في المنطقة ..ولا ركوع له ولأعوانه وخياراتهم المذلة..اتحدوا يا جماهير شعبنا ..ياثوار الجبهات ..يا أسياد المعركة في سبيل الاهداف الكبرى ولا تمشوا وراء عملاء الغرب الآتين لأجل السلطة وتكديس ثرواتهم على حساب الشعب الكادح ..
لا للتقسيم أياً كان طابعه ..لتعيش سوريا موحدة حرة ..
لتظل راية الثورة مرفوعة ..ولتنكس كل الرايات أمامها .
أواسط كانون الأول
كوادر حركة الراية الحمراء في سوريا